الاسلاميات

مع نبى الله ابراهيم بقلم الشيخ موسى الهلالى

احجز مساحتك الاعلانية

كتب الشيخ موسى الهلالى

أرى لزاما عليّ قبل أن أذكر كيف نبعت زمزم ومتى بني البيت الحرام ومن بناه؟ ورؤيا الخليل في ذبح ابنه وحيده وبكره: إسماعيل، أن أذكر كلمة عن خليل الرحمن، وأبي الأنبياء صلّى الله عليه وسلّم.
هو نبي الله إبراهيم بن ازر «1» ، بن ناحور، بن ساروغ، بن راعو، بن فالغ، بن عابر، بن شالح، بن أرفخشذ، بن سام، بن نوح، عليه السلام «2» .
وكان عمر (ازر) أو (تارخ) خمسا وسبعين سنة لما ولد له إبراهيم، وكان له أخوان: (ناحور) و (هاران) وكان إبراهيم هو الأوسط، و (هاران) هو أبو (لوط) عليه السلام- وكان مولد الخليل إبراهيم بأرض الكلدانيين بالعراق، وهي بابل وما جاورها، وهذا هو الصحيح المشهور عند أهل السير، والتواريخ، والأخبار.
ولما كبر إبراهيم تزوج السيدة سارة، ابنة عمه «3» ، ثم خرج (ازر) ومعه
ابنه إبراهيم، وزوجته سارة، وابن أخيه (لوط) بن (هاران) من أرض الكلدانيين، إلى أرض الكنعانيين، فنزلوا (حرّان) وكان أهل حرّان يعبدون الكواكب والأصنام، وكذلك كان أهل بابل (كلدانيا) ، ولما نبىء الخليل وبعثه الله إلى قومه دعاهم إلى التوحيد وعبادة الله واحده، ونبذ عبادة الكواكب والأصنام، وكان حريصا على هداية أبيه إلا أنه لم يستجب إليه، وناظر أباه، وناظرهم، وقرع باطلهم بالحجة والبرهان، وقد قص القران الكريم ذلك باستفاضة «1» .
وبحرّان مات (تارخ) أو (ازر) أبو إبراهيم عليه السلام وله مائتان وخمسون عاما، وفي نفس إبراهيم أسى ولوعة على عدم إيمانه، وقد تعرض الخليل بسبب دعوته إلى الله، وتكسيره أصنام القوم إلى الإيذاء والبلاء، حتى انتهى به الأمر إلى الإلقاء في النار، ولكن كل ذلك لم يثنه عن الدعوة إلى ربه وتبليغ شريعته.
هجرة الخليل إلى بلاد الشام
ثم هاجر الخليل إبراهيم إلى الأرض المباركة أرض الشام، ومعه زوجته السيدة سارة، وابن أخيه (لوط) ، وكانت امرأة الخليل عاقرا، ولم يكن له من الولد أحد، ثم وهبه الله بعد ذلك الأولاد الصالحين، وجعل في ذريته النبوة والكتاب، خلعة من الله، وكرامة له حينما ترك بلاده وأهله وأقرباءه، وهاجر إلى الله حيث يتمكن من عبادة ربه، ودعوة الخلق إليها، وقام بتبليغ رسالته في بلاد الشام، أما ابن أخيه (لوط) فقد أرسله الله إلى أهل (سدوم) «2» .
الهوامش
(1) في القران الكريم (ازر) وفي كتب أهل الكتاب (تارخ) والمعتمد عندي ما في القران، وقد حاول بعض العلماء التوفيق بينهما، فقيل إن ازر لقب له، وتارخ اسمه، وقيل: لعل له اسمين: ازر وتارخ، فإن صح شيء من هذين فلا يكون هناك خلاف بين القران والتوراة.
(2) البداية والنهاية، ج 1 ص 139.
(3) البعض يقول: إنها ابنة أخيه (هاران) ، وأن شريعتهم كانت تجيز هذا، وهو غير صحيح، والصحيح: أنها ابنة عمه، ونربأ بأبي الأنبياء أن يتزوج ابنة أخيه، وإنما هذه
من الأخبار الإسرائيلية المكذوبة، قال ابن كثير: ومن زعم أنها ابنة أخيه هاران- كما حكاه السهيلي عن العتيبي والنقاش- فقد أبعد النجعة، وقال بلا علم، ومن ادعى أن تزوج ابنة الأخ كان إذ ذاك مشروعا فليس له على ذلك دليل، ولو فرض أن هذا كان مشروعا في وقت- كما هو منقول عن الربانيين من اليهود- فإن الأنبياء لا تتعاطاه (البداية والنهاية، ج 2 ص 150) .
(1) انظر سورة مريم 41- 48؛ وسورة الأنبياء 51- 71.
(2) سدوم: بلد من بلاد الشام وقيل إنها بالذال المعجمة كما في القاموس.
وللحديث بقية ان شاء الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى